بحزاني – مثنى الجادرجي: معظم الانظمة الدکتاتورية المختلفة في العالم و التي تصادر حقوق الانسان و تمارس القمع و الإضطهاد بحقه، تقوم من أجل تبرير ممارساتها القمعية بإظهار إهتمامها بحقوق الانسان عبر أمور تنم عن إبقائها خيط رفيع بينها و بين المسائل المرتبطة بحقوق الانسان،
لکن النظام الايراني ليس لم يبق أي خيط بينه و بين المسائل المرتبطة بحقوق الانسان فقط وانما يقوم أيضا بتصدير ممارساته و إنتهاکاته الفظيعة لحقوق الانسان لدول أخرى خاضعة لنفوذه کسوريا و العراق مثلا.
نظام الملالي الذي له سجل طويل و عريض في مجال إنتهاکات حقوق الانسان و مصادرة الحريات، يقوم بتصعيد غير مسبوق في حملات الاعدامات في داخل إيران و بالمزيد من مصادرة الحريات و التضييق على ابناء الشعب الايراني و ممارسة القمع و الاضطهاد ضده، يسعى هذه الايام لإرتکاب إنتهاك فظيع آخر لمبادئ حقوق الانسان من خلال مطالبته على لسان رئيس قوته القضائية صادق لاريجاني، بإستعادة سکان مخيم ليبرتي و محاکمتهم في إيران! ويأتي هذا الطلب الغريب المنافي لأبسط مبادئ حقوق الانسان و المتعارض مع القوانين الدولية المعمول بها، في خضم ذلك الحصار اللاإنساني المفروض على السکان منذ 6 أعوام و الذي أدى الى وفاة 20 فردا من السکان لحد الان.
المثير للسخرية الکاملة في هذا الطلب، انه يتجاهل حقيقة أن هؤلاء السکان لاجئون سياسيون معترف بهم دوليا و تحميمهم القوانين الدولية المتبعة بهذا الخصوص ولاسيما قوانين جنيف المرتبطة بالاسرى و اللاجئين، والانکى من ذلك أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد طالبت لأکثر من مرة برفع الحصار اللاقانوني المفروض على السکان و بضمان أمنهم و حمايتهم من الاخطار المحدقة بهم، کما أن النظام الايراني و عبر دعمه اللامحدود(على حساب الشعب الايراني) المقدم للنظام السوري، يوفر الاجواء المناسبة کي يقوم الاخير بذبح و تقتيل و إبادة أبناء الشعب السوري، بل وحتى أن هذا النظام قد قدم مابوسعه من أجل أن تزداد حالات تنفيذ أحکام الاعدام في العراق بصورة لفتت أنظار العالم کله و دعته الى الاحتجاج على ذلك و التنديد به.
مدحت المحمود، رئيس السلطة القضائية في العراق الذي زار إيران، وإلتقى صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية للنظام الايراني، يظهر انه قد تلقى أيضا الکثير من التوجيهات و التلقينات المناسبة من جانب لاريجاني کي يرفع من مستوى القمع و الاضطهاد و تنفيذ حالات الاعدام بحق أبناء الشعب العراقي، وان النظام الايراني الذي هو اساسا نظام معادي لکل ماهو إنساني، بالاضافة الى تصديره للإرهاب للدول المجاورة، فإنه يمکن أيضا إعتباره مصدرا للقمع و الاضطهاد کما نرى و نلمس!