حملة دولية لاطلاق سراح الرهائن السبعة

حملة-ليبرتي

مفكر حر – حسن محمودي: يوم الإثنين 25 تشرين الثاني / نوفمبر 2013 دخل مجاهدي ليبرتي في يوم 86 من الاضراب عن الطعام. يتصدر اطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبعة الذين أخذوا كرهائن في الأول من ايلول/ سبتمبر من قبل قوات مؤتمرة بإمرة المالكي مطالب المضربين عن الطعام في ليبرتي ودول أخرى في العالم.هذا الآمر يثير قلق دولي واسع كما اصدرت لجنة رؤساء المجمع البرلماني للمجلس الاوربي بيانًا وجاء فيه:

.. قتل 52 شخصا بالرصاص في هجوم الاول من سبتمبر وهناك أدلة موثقة بما فيها مقاطع فيديو وصور تكشف عن أن الكثير منهم قتلوا برصاصات استهدفت رؤوسهم بينما كان عدد منهم مكبلي الأيدي. فيما تنكر الحكومة العراقية مسؤولية الهجوم ووعدت بالتحقيق بشأن المجزرة ولكن لحد الآن لم تصدر أي نتيجة رسمية عن هكذا تحقيقات.

الأمر بالنسبة لنا مروع جدا كونه مضى على هذا الهجوم الاجرامي 12 اسبوعا ولم يتم تقديم الفاعلين فيه الى العدالة. يجب اجراء تحقيق دولي مستقل في أسرع وقت.

كما وفي هذا الهجوم اختطف 7 ايرانيين معارضين 6 نساء ورجل واحد وكلهم من أعضاء حركة المعارضه أي منظمة مجاهدي خلق الايرانية من أشرف. وهناك أدلة تؤكد أن هؤلاء السبعة يحتجزون في معتقل سري ببغداد في قبضه القوات الأمنية العراقية ويتعرضون للتعذيب ومختلف سوء المعاملة وقد يتم استردادهم الى ايران.

اننا نناشد السطات العراقية اطلاق سراح هؤلاء الايرانيين السبعة وضمان حمايتهم من تعرضهم للتعذيب وغيرها من سوء المعاملة وعدم استردادهم الى ايران قسرا حيث حياتهم في خطر.

اننا نناشد المفوض السامي لشؤون اللاجئين تأمين حماية سكان ليبرتي بموجب واجباته ومهام عمله.

كما أدى آناس جاد جارد الاسقف الأعظم المساعد ورئيس أكبر كنيسة في الدنيمارك الصلاة من أجل اطلاق سراح الرهائن وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل من أجل ذلك قائلا اننا في كنيستنا في كوبنهاغن نصلي من أجل الشهداء من أجل اولئك الذين استشهدوا بشكل مروع . اننا نصلي من أجل جميع الـشهداء الـ52. اننا نطالب المجتمع الدولي التحرك في أسرع وقت من أجل اطلاق سراح هؤلاء الرهائن السبعة.

اننا نقف بجانب كل القوى الديمقراطية التي تسعى من أجل حقوق الانسان في ايران. اننا ندعم كل الأناس الذين ينادون بالحرية ونصلي من أجلهم..

وفي مبادرة أخرى قالت السناتورة كلر مور في مجلس الشيوخ الاسترالي : أريد الليلة أن أتحدث بشأن مجموعة من رجال أصحاب الارادة القوية.

وهم مجموعة بدأوا اضرابا منذ يوم 19 ايلول/ سبتمبر أمام مبنى وزارة الخارجية والهجرة. هؤلاء الأفراد هم أصدقاء وأقارب وأنصار مجاهدي خلق الايرانية وسألقي الضوء على ذلك لاحقا. منظمة مجاهدي خلق الايرانية تحمل معها سجلا مليئا بالمعاناة من التمييز وسوء المعاملة وهي تناضل من أجل الحرية.

هذه المنظمة أخرجت الكثير من عناصرها حيث كانوا في ايران تحت الضغط الى العراق على أمل الحرية ليقطنوا في موقع سمي لاحقا بمخيم آشرف الذي يقع خارج بغداد ومنذ عام 1986 حولت المجموعة هذه المدينة الى مدينة حقيقية.

سكان مخيم أشرف انتقلوا بوعد من الأمم المتحدة لحمايتهم وتركوا مدينتهم. ومنذ أن غادرت أمريكا العراق تعرض مخيم أشرف لعدة هجمات وفهم السكان بأنه لم يعد أمن لهم

سلاح الکذب

كذب-المالكي

دنيا الوطن – حسيب الصالحي:  کثيرة هي أنواع الاسلحة التي يستخدمها الانسان للدفاع عن نفسه، وتتباين بين سلاح مادي و آخر معنوي، ولئن کانت الارادة و العزم و المبادئ تشکل في کثير من الاحيان اسلحة فعالة من أجل نيل المطالب المشروعة، لکن لم نسمع لحد بإستخدام سلاح الکذب للهجوم ضد أناس عزل أبرياء و استخدامه بأقذر و أحط الاساليب و الصور.

هجوم الاول من أيلول/سبتمبر الماضي الذي تم شنه على معسکر أشرف و الذي راح ضحيته 52 و تم إختطاف 7 آخرين، هذا الهجوم الذي تم توثيقه وبالادلة الدامغة على أنه قد تم تنفيذه من جانب حکومة نوري المالکي، ولاسيما بعد أن إعترفت أکثر من شخصية حکومية رفيعة المستوى بعد الهجوم بفترة قصيرة من بينهم المتحدث بإسم الحکومة العراقية و الناطق بإسم وزارة حقوق الانسان بالاضافة الى أجهزة إعلام رسمية و شبه رسمية أخرى، تحاول حکومة نوري المالکي و بنائا على توجيهات و تنسيقات مع النظام الايراني السعي للتنصل عن المسؤولية و الهروب منها بعد أن أدرکوا التبعات الثقيلة لجريمتهم البشعة التي أکدت العديد من الاوساط الحقوقية انها ترقى الى مستوى جريمة ضد الانسانية.

رئيس الوزراء نوري المالکي بعد أن أخذ قصب السبق في إختلاق أکذوبة عدم علاقة حکومته بجريمة الاول من أيلول/سبتمبر، وبعد أن ردد ذلك فالح الفياض و عدد آخر نفس الاسطوانة المشروخة، أطل علينا في يوم الثلاثاء الماضي 26 تشرين الثاني/نوفمبر، حيدر العکيلي عضو لجنة التحقيق بشأن جريمة الهجوم و المشکلة من قبل حکومة نوري المالکي بنائا على طلب الامم المتحدة، ليقول و من دون أي خجل و تردد:( الشيء الرئيسي الذي كشفت عنه التحقيقات إلى الآن هو عدم ضلوع قوات الأمن العراقية في الهجوم وإن جماعة مسلحة غير معروفة هي المسؤولة عنه.)، و يسترسل العکيلي الذي ينتسب لوزارة حقوق الانسان العراقيـة في کذبه المنمق ليقول بشأن الرهائن السبعة المختطفين من سکان أشرف و الذين هم محتجزون في المنطقة الخضراء من قبل السلطات العراقية نفسها:( صور الأشخاص، وزعت على المطارات ونقاط التفتيش ولم تتلق السلطات أي أنباء تخصهم.)، ولو عدنا الى شهادة هامة أدلى بها الدکتور طاهر بومدرا مسؤول ملف حقوق الانسان في معسکر أشرف سابقا، فإنه يؤکد من غير الامکان أبدا دخول معسکر أشرف المطوق و المحصن من جانب السلطات العراقية ببساطة إلا بعد إستحصال موافقات عدة و عبور عدة حواجز، کما أن العکيلي عندما يؤکد بأن( الشيء الرئيسي الذي كشفت عنه التحقيقات إلى الآن هو عدم ضلوع قوات الأمن العراقية في الهجوم وإن جماعة مسلحة غير معروفة هي المسؤولة عنه.)، وکذلك ماذکره بخصوص کونهم قد وزعوا صور المختطفين السبعة على نقاط التفتيش و المطارت من أجل العثور عليهم، وطالما هو منتسب الى وزارة حقوق الانسان العراقية فإننا نذکره بتصريح زميله الناطق بإسم وزارة حقوق الانسان العراقية عندما قال بخصوص ماجرى بأن:( بأن هؤلاء السبعة قد تم إحتجازهم لأنهم قاوموا القوات العراقية عند دخولها معسکر أشرف)، کما أنه و بعد أن زادت الندائات و المطالبات و المناشدات الداعية الى الافراج عن الرهائن السبعة و عدم تسليمهم للنظام الايراني، فقد صرح على أثر ذلك الناطق بإسم رئاسة الوزراء علي الموسوي:( الحکومة العراقيـة لاتنوي تسليم اللاجئين الايرانيين للحکومة الايرانية)، وأن السؤال الذي يجب أن يوجه للعکيلي هو: من الکاذب من بينکم؟ رغم أنه وکما هو معروف في التحقيقات الجنائية فإن التناقض و الکذب إذا ظهر جليا بين المشتبه بهم فإن الشك ينقلب يقينا.

حيدر العکيلي الذي کان يجب أن يراعي حرمة و قدسية إنتسابه لوزارة تحمل اسم حقوق الانسان و لايشطح في الکذب الى درجة الاسفاف و التقزز، لکنه و جريا على عادة إکتسبوها من کبيرهم المالکي لم يراعي أية حدود او مقاييس وانما طرح إحتمالا لايصلح لطرحه ولو على طفل عندما قال:” إن من بين الاحتمالات الأخرى أن المفقودين السبعة هم المسؤولون عن الهجوم”، رغم ان هذا الزعم الهزيل و السخيف جدا کانت حکومة المالکي قد طرحته في بداية إرتکابها للجريمة، لکنها ومن جراء حيرتها و تخبطها و لأنها تريد الخروج من مأزقها هذا بأية طريقة او وسيلة، فقد عادت لإجتراره مجددا.

سلاح الکذب الذي يقترن بإسم وزير الدعاية النازي غوبلز، لکن و کما يبدو فإن النظام الايراني و حکومة المالکي قد بيضتا وجه غوبلز و جعلتاه مجرد نجمة صغيرة تدور في فلکهم الکبير جدا جدا من الکذب!

نصر الله في نقاهة.. والإخوان خاسرون!

خميني-نصرالله

الشرق الاوسط – طارق الحميد: لا أفهم حفلة «الشماتة» التي يعيشها المحسوبون على الإخوان المسلمين في المنطقة، وتحديدا إخوان الخليج، ضد دولهم بعد الاتفاق الإيراني الغربي حول ملف طهران النووي، فهل سأل هؤلاء أنفسهم سؤالا بسيطا وهو: من أكثر الخاسرين في المنطقة نظير هذا الاتفاق؟

الإجابة بسيطة، فسواء نجح الاتفاق الغربي مع إيران، أو لم ينجح، فإن الخاسر على المستوى المنظور هو الإخوان المسلمون، والإسلام السياسي عموما، سنة وشيعة! مبالغة؟ لنحسبها حسبة بسيطة!

حيث تم الاتفاق الإيراني الغربي حول ملف طهران النووي وجل قيادات الإخوان في مصر بالسجون، وبعد إسقاطهم من الحكم، ولم تطالب لهم إيران بمفاوضاتها مع الغرب بشيء يذكر، بل إن وزير الخارجية الأميركي اتهم الإخوان بسرقة الثورة المصرية قبل وصوله إلى جنيف لتوقيع الاتفاق مع إيران!

هذا بالنسبة لإخوان مصر، أما إخوان ليبيا فهم بعين العاصفة، وها هي الحكومة الليبية تطلب العون الغربي للحد من خطورة سلاحهم، وسلاح كل الجماعات الإسلامية هناك، وهذا ما يجب أن يسارع العرب أيضا في فعله. وفي تونس بالطبع لا يزال الإخوان على صفيح ساخن!

حسنا ماذا عن حماس الإخوانية؟ حالها أسوأ من ذي قبل حيث ما زالت تتوسل الدعم المالي الإيراني، وهو ما لم يحدث بعد أن انتهت الحاجة الإيرانية الآن، على الأقل، لاستخدام كذبة المقاومة والممانعة، وها هما خالد مشعل وإسماعيل هنية في صمت مطبق حيث يعيشان ضائقة مالية، وبلا أصدقاء إذ لم يعد بمقدور الأسد حمايتهم، وعساه أن يحمي نفسه، ولا هم تحت مظلة مصر التي تقوم معهم الآن بـ«الواجب»، أي أكبر قدر من العقلانية، وإيران مشغولة عنهم بأمر أهم وهو العلاقات مع أميركا، حيث لم تعد طهران، حاليا، بحاجة لهم بعد أن كانوا، وتحديدا الإخوان كجماعة، إحدى أدوات النفوذ الإيراني بالمنطقة، وقد استنفدت طهران هذه الأدوات، وانتهى مفعولها، ولذلك فإن آخر ما ستفكر به إيران في هذا الوقت الاستعانة بالإخوان، أو الدفاع عنهم.

وقد يقول قائل: وماذا عن الإسلام السياسي الشيعي؟ الواضح أنه سيكون من الخاسرين أيضا على المستوى المنظور، حيث إن على حزب الله، مثلا، أن «يخرس» قرابة النصف عام، خصوصا أنه من أهل العروس، والاتفاق الإيراني الأميركي هو عبارة عن «اتفاق حسن نوايا»، ولذا فإن على حسن نصر الله أخذ إجازة نقاهة لبعض الوقت حتى لا يفسد العرس، ومن هنا يمكن أن نفهم كيف التقطها «المكار» نبيه بري وهرول طائرا لإيران حيث استوعب أن طهران بحاجة حاليا لوجه سياسي وليس لسيد معمم! والدور بالطبع على نوري المالكي حيث لا حاجة لوسيط بين طهران وواشنطن، وخصوصا قد يكون من أسرار الاتفاق الإيراني الأميركي التهدئة بالعراق، وبالتالي فإن السؤال لـ«الإخوان المسلمين»، وغيرهم من الإسلام السياسي، هو: علام هذه الشماتة وأنتم الخاسرون؟

المكيافيللية في السياسة الإيرانية

ايران-النووي

بشار الأسد حاكم سوريا وقاتل شعبها ومدمر مدنها يعلن على الملأ، أنه سيسحب الجنسية السورية من كل من اعترض على حكمه وكان سببا في قتل الناس ولطخت يداه بالدم وكان من أسباب تدمير البلاد، وطبعا السؤال البديهي هو: من سيسحب الجنسية السورية «الشريفة» منه بعد اقتنع بأن «سوريا الأسد» هي فعلا بلده ؟!

يساعد هذا النظام المجرم ثلة من حكومات وميليشيات إرهابية تمرست الكذب للدفاع عن طاغية، فها هو حسن نصر الله يسخر حزبه «الديني» و«العقائدي» للدفاع عن نظام «بعثي» و«علماني» تحت ذرائع مضحكة اتضح بطلانها وكذبها، ليكون السبب الوحيد للدفاع عن بشار سببا طائفيا ولا شيء آخر.

وما ينطبق على ميليشيات حزب الله الإرهابية ينطبق أيضا على موقف إيران نفسها من الأسد، فهي تنتحر لأجل الدفاع بكل ما أوتيت من قوة وعتاد ومال للدفاع عن الأسد ونظامه، وعلى الرغم من كل ذلك الإرث فإن هناك من الدول العظمى الكبرى من تعتقد بوجوب الدفاع عن الأسد وإبقائه في منصبه كحامٍ للأقليات من الإرهاب وحارس للحدود الإسرائيلية بامتياز، وذلك بحسب تصريحات الكثير من زعماء إسرائيل نفسها في أكثر من مناسبة وهم يشيدون بـ«أمن» بلادهم، وكذلك بـ«عقلانية» الأسد في علاقته مع إسرائيل طوال السنوات الماضية.

واليوم، تدخل إيران في مباحثات مهمة مع المجتمع الدولي الغربي بخصوص خطورة برنامجها النووي وضرورة تحويله لبرنامج سلمي غير قابل لأن يكون برنامجا منتجا للسلاح النووي أبدا، وذلك بأن يكون برنامجا خاضعا بشكل دائم للمراقبة الدولية.

وهكذا، جرى اختزال «الخطر» الإيراني في برنامجها النووي «فقط»، وهي التي لا تزال عضوا في محور الشر الخطير، ووضعها بحسب الذرائع التي جرى الإعلان عنها وقتها في محور الشر لم يكن فقط لكونها تسعى للتسلح النووي، ولكن لخطورتها وتدخلها في شؤون الدول الأخرى، وهذا الأمر كما أصبح معلوما وقديما لم يعد جديدا، وبات مسألة معروفة، تماما كما جرى اختزال جرائم بشار الأسد بحق شعبه وبلاده في مسألة الخلاص من سلاحه الكيماوي الذي استخدمه لقتل الآلاف من شعبه في أكثر من موقعة واستمر في الحكم من دون عقاب ولا محاسبة، فقط جرى توجيه «العتب واللوم له» والخلاص من سلاحه الكيماوي «فورا» وفي مشهد سياسي ساذج وسطحي وفيه استرخاص واضح للدم السوري وضحك على العالم كله بلا استثناء.

صفقة ما تجري «التهيئة» لها في كواليس السياسة؛ إيران تستعد للتضحية ببرنامجها النووي، ولكن مقابل «تسلم» مناطقها بالكامل.. إنه مشهد مميز من مشاهد البازار السياسي الإيراني، إيران «استغلت» العقوبات التي فرضت عليها لتقوية يدها في الداخل وتطوير الصرف لتطوير آلتها العسكرية، و«باعت» على شعبها أنها «ضحية مؤامرة عالمية عليها»، وبالتالي لا صوت يجب أن يعلو فوق صوت الدفاع عن إيران ضد المؤامرة عليها، وقويت بالتالي نفوذ آيات الله ونظامهم الاستخباراتي والعسكري وزادت قوتهم في العراق وسوريا ولبنان، وطبعا مع الاستمرار في إطلاق الشعارات الجوفاء والهراء المتواصل عن المقاومة والممانعة عن طريق البوق الرسمي لها حسن نصر الله ومعه نظام الأسد، ولكن تبقى الأدلة على الأرض تناقض كل ذلك تماما.

السجاد الإيراني في شرائه وبيعه تكمن فيه تفاصيل هائلة ودقيقة كدرجات اللون وعدد العقد في السنتيمتر الواحد والطول والعرض ونوع الخيوط المستخدمة، ومع ذلك هناك احتمالية هائلة في التزوير والتزييف والغش والخداع مهما كانت القطعة مبهرة ومميزة، وهذا هو «المقلب الذي سيشربه» من يتفق مع إيران اليوم، فهي صنعت من مبدأ «مكيافيللي» مرشدا للثورة التي تحياها، وأن كل شيء له ثمن ومقابل طالما بقي نظامها وبقيت مكامن نفوذها، لأن المشروع الإيراني لا علاقة له لا بالمقاومة ولا بالأمن ولا بالممانعة، هي تهتم بتصدير فكر عنصري ومتطرف مقيت وتعد مهمة تصديره أهم من النفط والفستق والسجاد والكافيار. حقيقة يعيشها كل من تعامل مع إيران لمدة تزيد على ثلاثة عقود الآن، ولا أعتقد أن من يتفق مع إيران اليوم تغيب عنه تلك المسائل!

الفرق الشاسع بين القول و الفعل عند المالکي

 نوري الــــمالكييقول رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي في تصريح له لقناة سکاي نيوز:(دستورنا يقول لايکون العراق لامقرا و لاممرا لأي منظمة إرهابية أو لأي حرکة تعمل على الاضرار بأمن دولة مجاورة)، وعلى الرغم من أن قصده من وراء هذا الکلام هو منظمة مجاهدي خلق، لکنه طالما ربط الموضوع بالدستور فإننا نتسائل: هل حقا أن هذه الفقرة من الدستور تطبق حرفيا کما تفضلتم يا سيادة رئيس الوزراء؟

عصابتي عصائب الحق و حزب الله العراقي الارهابيين و اللتين تتدخلان في الشؤون الداخلية لدول مجاورة و تمارسان الاعمال الارهابية، يعلم السيد المالکي جيدا مدى قوة علاقتهما و إتصالاتهما بسفارة النظام الايراني في بغداد، إذ أنهما تشارکان في الاجتماعات التي تدعو إليها هذه السفارة الى جانب کبار مسؤولي وزارة الداخلية و الدفاع، وان ماقد صرح و يصرح به الارهابي(واثق البطاط) بشأن تهديداته لدول مجاورة کالسعودية و الکويت و ماإقترفته أياديه الآثمة من جرائم بحق سکان ليبرتي، ناهيك عن ما فعلته و تفعله عصابة عصائب الحق الارهابية خصوصا بتدخلها في الشأن السوري و قتلها للشعب السوري تإييدا لنظام الاسد الدکتاتوري، يعطي أکثر من دليل على ماهية و حقيقة هذين التنظيمين اللذين يداران من قبل النظام الايراني و يتلقيان دعما ميدانيا غير مباشرا من حکومة المالکي ذاتها بأمر من طهران، لکن هل بإمکان المالکي أن يخطو ولو خطوة عملية واحدة بإتجاه ملاحقتهما ميدانيا و قضائيا؟

إتهام المالکي لمنظمة مجاهدي خلق بالارهاب يأتي في وقت يشهد العالم فيه عدة أمور مهمة تتجلى فيما يلي:
ـ خروج منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الدولية بعد أن أدرجت فيها ظلما و کذبا، لايسمح لأي جهة دولية او إقليمية برميها بهذه التهمة مجددا، خصوصا وانه ليس هناك أي دليل او مستمسك يؤکد هذه التهمة الباطلة.

ـ تعرض معسکر ليبرتي لهجوم عنيف دموي من جانب الحکومة العراقية نفسها و قتل 52 و إختطاف 7 آخرين من السکان، وفي الوقت الذي يمتلك فيه المعارضون الايرانيون الکثير من الادلة الدامغة على قيام الحکومة العراقية بهذا الهجوم و کذلك معرفة الامم المتحدة و الولايات المتحدة الامريکية و الاتحاد الاوربي و المنظمات الحقوقية و الانسانية بهذه الحقيقة، فإن المالکي و حکومته يصران على رفضها و يعارضان الادلة الدامغة بحجج واهية.

ـ حملة إضراب عن الطعام للمئات من سکان مخيم ليبرتي و المئات الاخرين من خمسة مدن أخرى عن الطعام منذ 84 يوما، حيث يطالبون بالافراج عن الرهائن السبعة المختطفين و کذلك توفير أمن و حماية لسکان ليبرتي، هذه الحملة باتت تسبب الکثير من الصداع و الاحراج للمالکي و تکشفه على حقيقته البشعة و تسلب منه زمام المبادرة خصوصا مع إلتفات المجتمع الدولي الى مطالب المضربين و إزدياد التعاطف معهم و تبعا لذلك تزايد الندائات و الاستثغاثات الموجهة للحکومة العراقية و التي تطالبها بتنفيذ مطالب المضربين المشروعة.

لهذه الاسباب فإن إتهام المالکي لمنظمة مجاهدي خلق بالارهاب يبدو واضحا جدا و تبدو مقاصده من وراء ذلك أکثر وضوحا عبر محاولته الهروب و التملص من مسؤوليته عن الجريمة التي وقعت في الاول من أيلول/سبتمبر في معسکر أشرف!

رجوي: نظام طهران لا يحضر النووي لإسرائيل بل للعرب!

مـريم-رجوي

السياسة – باريس – نزار جاف:  في مؤتمر تضامني مع المقاومة الايرانية في مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بباريس عقد يوم الجمعة 15 نوفمبر تحت شعار “تضامن البرلمانيين الاردنيين مع المقاومة الايرانية.. اطلاق سراح الرهائن السبعة حالاً وضمان حماية سكان ليبرتي”, شارك 19 برلمانيا أردنيا في أكبر حضور من هذا النوع, واكدوا على دعمهم المقاومة الايرانية وعلى تضامنهم مع المضربين عن الطعام في سجن ليبرتي ودعوا للافراج عن الرهائن السبعة وتوفير الحماية والامن لسكان مخيم ليبرتي في العراق.

عقد المؤتمر بمقر اقامة السيدة مريم رجوي الرئيسة الايرانية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في اوفيرسوراواز بشمال العاصمة الفرنسية باريس, قدم خلاله النواب الاردنيون لرجوي وثيقة موقعة من قبل 81 من نواب البرلمان الاردني يبدون فيها شجبهم واشمئزازهم لعملية ابادة سكان أشرف التي أدت الى مقتل 52 واحتجاز 7 منهم كرهائن, وأعرب البيان ايضا عن قلقه عن عدم تأمين الحد الادنى لمستلزمات الحماية في مخيم ليبرتي.

قالت مريم رجوي في كلمتها بداية المؤتمر: إن هدف الاسلحة النووية الايرانية ليس تل أبيب ولا واشنطن او لندن وانما هدفها البلدان العربية, مشددة على ان النظام الايراني يسعى لامتلاك الاسلحة النووية لفرض نهجه على البلدان العربية, ولافتة الى أنه لولا تدخل النظام الايراني لكان بالامكان تحسن اوضاع بلدان الربيع العربي بشكل أفضل مما هو عليه الان.

وقالت رجوي إن مستقبل المنطقة رهن بالصراع بين نظام ولاية الفقيه والمتعاونين معه من جانب وبين شعوب ودول المنطقة من جانب آخر, مضيفة بأن التفجيرات اليومية في العراق وتأجيج الحرب في سورية واثارة التفرقة ومختلف الاستفزازات الارهابية ضد الدول العربية والاسلامية كلها نتيجة اصابع طهران. وشبهت رجوي هجوم الاول من سبتمبر الذي تعرض له معسكر أشرف بخريطة طريق من أجل القضاء على سكان ليبرتي, لافتة الى التزام دول المنطقة الصمت ازاء مجزرة أشرف الاخيرة ومؤكدة أن هذا الموقف هو لصالح النظام الايراني وانه سوف يشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم. ولمحت رجوي الى أن نجاح النظام في قضائه على سكان ليبرتي سيكون مقدمة للعمل ضد شعوب ودول المنطقة, داعية دول المنطقة الى دعم سكان ليبرتي.

من جهته قال الدكتور ممدوح العبادي نائب رئيس البرلمان ووزير الصحة الاردني السابق, في كلمته إن لقضية ليبرتي أهمية خصوصاً بالاضافة الى بعدها الانساني لكونها تتعلق بحرية الانسان وان حرية الانسان من مقدساتنا. ولفت الى افراد عزل مسالمين يتعرضون للقتل والاختطاف والارهاب والاستباحة وداعياً الشعب الاردني والشعوب الاخرى والعالم لتقديم ما يمكن تقديمه من دعم من أجل ايقاف معاناة مستمرة منذ عشر سنوات في مخيمي أشرف وليبرتي. وطالب العبادي الامم المتحدة باتخاذ قرار لحماية هذا المخيم لافتاً الى ان الولايات المتحدة بامكانها ممارسة الضغط من أجل حماية هذا المخيم, وقال: لقد استمر اضراب المئات من سكان ليبرتي عن الطعام لمدة 76 يوماً لكن العالم لايزال يتفرج عليهم, والنساء مختطفات والعالم يتفرج, وأكد على استمرار العلاقة بين النواب في البرلمان الاردني وبين المقاومة الايرانية حتى يتم الافراج عن هؤلاء المختطفين ويعودوا أحرارا الى وطنهم.

وطالب الدكتور محمد الحاج العضو في البرلمان الاردني والامين العام السابق لحزب “الاسلام الوسطي” بالافراج عن الرهائن السبعة متسائلا: بأي ذنب تم قتل 52 فردا من السكان العزل, وأشار الى ان 1100 عسكري عراقي مدججين بالاسلحة هجموا على 100 من الافراد العزل, مؤكدا بأن توقيت الهجوم قد جاء متزامنا مع تفاقم الازمات الداخلية للنظام الايراني وتخوفه من البديل الجاهز في أشرف وليبرتي وقال الحاج بأننا واثقون من أن الرهائن هم في قبضة حكومة المالكي ودعا حملة دولية للتضامن مع مضربي ليبرتي ومناصرتهم.

وقال بسام المناصرة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاردني في كلمته: إن المئات يسقطون يوميا في بلدان المنطقة من أجل الحرية, لافتاً الى تعاطف الشعب العربي مع قضية أشرف, ودعا زملاءه في البرلمان الاردني للاستعداد للمرحلة الجديدة وفهم واستيعاب المتغيرات الدولية ودراستها من أجل بناء المواقف المتميزة على اساسها.

مع أي إيران تتفاوضون؟

5+1 ايران

الحياة اللندنية- الياس حرفوش: منذ بدأت الجولة الجديدة من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في جنيف، يطالب الوفد الإيراني بضرورة الإفادة من الفرصة التي يقول إنها باتت متوافرة للتفاهم مع الغرب، بعد نجاح حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الايرانية. والأميركيون، بلسان وزير الخارجية جون كيري، ومعهم عدد من الديبلوماسيين الأوروبيين يرددون العبارة نفسها: هذه أفضل فرصة منذ عشر سنوات للتقدم نحو تسوية حول المسألة النووية مع ايران.

المفاوض الايراني في جنيف يقول للغربيين: لقد تنازلنا عن سياسة احمدي نجاد وعن التطرف الذي كنتم تتهموننا به في الماضي. والمطلوب منكم الآن ان تسددوا ثمن ذلك من خلال انهاء العقوبات التي فرضتموها علينا، والموافقة على معاملتنا كدولة طبيعية غير مارقة ولا تنتمي إلى «محور الشر»، كما سبق ان صنّفنا جورج بوش.

يريد المفاوض الايراني ان يقول للغربيين: لقد تغيّرنا. ها نحن نرتدي بزات اوروبية ونبتسم امام الكاميرات ونحلق ذقوننا ونتحدث بالانكليزية بطلاقة. كما قمنا بتعيين سيدة لتكون ناطقة بلسان وزارة الخارجية، تماماً كما تفعلون. وبالتالي لم يعد هناك مبرر لمعاملتنا بقسوة وحرماننا من الوصول إلى ودائعنا المجمدة في مصارفكم ولا لفرض الحظر على صادراتنا النفطية، التي تشكل الضمانة في يدنا لمواجهة الوضع الاقتصادي المزري الذي نعاني منه.

هذا ما يطلبه الإيرانيون من الغرب في مقابل سماح المرشد علي خامنئي بانتخاب حسن روحاني «الإصلاحي المعتدل» رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية. والمفارقة ان الدول الغربية، أو معظمها على وجه الدقة، انقادت وراء لعبة «الديموقراطية الإيرانية». ولم يستغرب احد من الساعين إلى التفاوض مع الوجه الإيراني «الجديد»، ان انتخاب روحاني جرى في الصيف الماضي بسلاسة ومن دون ان تسيل الدماء في الشوارع، فيما تدخل «الحرس الثوري» قبل اربع سنوات ليقمع المحتجين، وليقوم بتزوير الأصوات ليمنع وصول إصلاحي آخر هو حسين موسوي (الذي لا يزال في الإقامة الجبرية) إلى الرئاسة.

ألا يمكن أن نستنتج من ذلك أن الأذى الذي صارت تُلحقه العقوبات بالاقتصاد الايراني وتهديدها لبقاء النظام، هو الذي دفع القيادة الإيرانية إلى تقديم صورة لائقة ومقبولة وتوحي بالثقة أمام الغرب، من خلال تكليف الوزير محمد جواد ظريف ومساعده عباس عراقجي بإدارة المفاوضات لإنهاء الأزمة النووية؟

لكن … إذا كان مفهوماً أن يكون هذا دافع الإيرانيين من وراء السعي إلى التفاوض وإبرام هذه الصفقة، فما هو دافع إدارة أوباما ومن يسيرون معها للسير في هذه اللعبة؟ ما الذي يدفعهم إلى أن يغمضوا عيونهم عن رؤية الوجه الآخر (الحقيقي) لإيران، وتجاهل الأدوار التي تلعبها في المنطقة، من العراق إلى لبنان مروراً بمنطقة الخليج؟

يريد النظام الإيراني من الحكومات الغربية أن تتعامل معه كنظام طبيعي يحترم أصول العلاقات بين الدول، ويرفض التهديد باستخدام القوة ضد جيرانه أو التدخل في شؤونهم. ويتحدث الوزير ظريف عن رغبة طهران في بناء نظام شامل، مبني على أساس احترام ايران للدول المجاورة ولمبدأ عدم التدخل في شؤونها.

لكن هذا الكلام الظريف لا يجد صدى في ايران الأخرى، التي لا يتحدث الوزير باسمها، أي: ايران «الحرس الثوري» وأذرعه في المنطقة، مثل «حزب الله» و»لواء أبو الفضل العباس» وغيرهما من التنظيمات التي تمثل الأداة الحقيقية لتمدد ايران في العالم العربي، ولنشر حالة الصراع المذهبي التي تتفاقم في دول المنطقة.

ايران هذه ليست ممثلة في مفاوضات جنيف. وهي التي خاطبها خامنئي، عشية بدء المفاوضات، في كلمة أمام ميليشيا «الباسيج» التابعة لـ «الحرس الثوري»، وطمأنهم إلى أن الوفد الإيراني سيحترم «الخطوط الحمر» وسيلتزم بالحدود التي رسمها خامنئي.

يد تصافح والاخرى تتآمر

النووي

المستقبل العربي – سعاد عزيز: من المتوقع أن تنعقد جلسة أخرى من المحادثات النووية في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بين النظام الايراني و مجموعة خمسة زائد واحد في جنيف، ويأتي عقدها بعد إنتهاء الجلسة السابقة التي سبقتها حملة إعلامية ملفتة للنظر اوحت وکأن ثمة إتفاق مهم و حاسم في الطريق لکن و کما يقول المثل؛ تمخض الجبل فولد فأرا، وقد إنتهت تلك الجلسة کسائر الجلسات الاخرى من دون أية نتيجة و بإرجاء الامور الى الجلسة القادمة.

إنفضاض الجلسة الاولى للمحادثات النووية مع النظام الايراني منذ إستلام حسن روحاني لمنصبه کرئيس للجمهورية و ماأثير و يثار عن کونه معتدلا و إصلاحيا و عدم تحقيق أي تقدم ملموس وانما مجرد کلام و وعود و مجاملات ليست لها من أية قيمة إعتبارية على أرض الواقع، يدفع مرة أخرى بالمتحمسين و المندفعين أکثر من اللازم خلف إدعائات روحاني الى إلتزام شئ من التحفظ بل وقد يبادر البعض منهم الى ترك التفاؤل و انتظار ماسيترشح عن المفاوضات القادمة ليقرر في ضوئها موقفه، لکن ومع ذلك لازالت هنالك ثمة حملة”تفاؤلية”و”مخملية” يقودها النظام بنفسه عبر طرق و وسائل و اساليب متباينة الهدف منها إشاعة أجواء خاصة تلقي بظلالها و تأثيراتها على الفريق التفاوضي الغربي بهدف تسجيل هدف في مرماه، خصوصا وانه قد سبق لروحاني أن نجح في الضحك على ذقون الغرب في بدايات اول عقد من هذه الالفية و تباهى بذلك أمام النظام، لکن تصريح وزير الخارجية الفرنسي الاستفزازي أکد بأن من الصعوبة على روحاني أن ينجح هذه المرة في تسجيل هدف في مرمى خصومه، وان اللعب لم يعد کما کان سابقا على الرغم من کل تلك الهالة الوردية التي تضفى على المحادثات.

يوم الاثنين 18 تشرين الثاني/نوفمبر، لم يکن يوما جميلا و مرحب به من جانب النظام الايراني، عندما عاد القيادي في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مهدي ابريشمجي للظهور مرة أخرى في مؤتمر صحفي بباريس ليکشف النقاب عن موقع نووي سري جديد بإسم”012″، في مدينة مبارکة بإصفهان، وهو مايضع النظام مرة أخرى في دائرة التساؤل و الاستفهام و الشکوك وكشف السيد مهدي ابريشمجي رئيس لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في باريس عن أن النظام الايراني و بموازاة المشاريع النووية المكشوف عنها يواصل مشاريعه السرية والغير معلنة موضحا أن هذه المنشأت اما لغرض توسيع المنشآت النووية أو بمثابة مكان آمن لنقل المشروع النووي العلني في الظروف المناسبة.

موقع الأبحاث النووي “012” على شكل نفق يقع في منطقة محصورة بالجبل من ثلاث جهات ومستور بالكامل. ونظرا الى سرية هذا الموقع وحساسية بالغة يخضع لحماية كبيرة جدا إذ انه اضافة الى حماية المعلومات في وزارة الدفاع، ترصده وزارة المخابرات بشكل مباشر أيضا. وکما بين أبريشمجي، فإن العمل على المشروع بدأ في عام 2005 ومرحلة انشاء الأنفاق انتهت في مطلع عام 2009 ومن عام 2009 حتى عام 2012 تم انشاء منشآت لغرض اسناد المنشأه الرئيسية أطراف النفق. وکشف أبريشمجي أن موقع «012» يتعلق بـ «منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة» باسم (SPND) (مركز قيادة صنع السلاح النووي) وهي الجهة المختصة بالتصميم والتوجيه لمشروع التسلح النووي للنظام الايراني. ورئيس (SPND) هو العميد محسن فخري زاده وهو رجل مهم للغاية في مشروع التسلح النووي للنظام الايراني حيث يرتبط مباشرة بوزير الدفاع، مؤکدا بأن المقاومة الايرانية قد سبق وان کشفت عن هوية و عمل محسن فخري زاده‌ في عام 2004، ومنذ ذلك الحين تتابع الوکالة الدولية للطاقة الذرية و تحاول إجراء لقاء معه لکن من دون جدوى لأن النظام لايسمح بإجراء هذا اللقاء.

جدير بالمجتمع الدولي و هو يتلقى اليد اليمنى الممدودة للنظام الايراني للمصافحة و الاتفاق على حل او مخرج لأزمته النووية، أن ينتبه و يأخذ الحذر أيضا من يده اليسرى التي تعمل في السر و الخفاء من أجل الحصول على الاسلحة النووية، وان أي إتفاق مع النظام الايراني من دون تنفيذ كامل لـ6 قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي وبالتحديد وقف كامل التخصيب وقبول البروتكول الاضافي من قبل النظام ، من شأنه ان يکون وسيلة و عاملا مساعدا لتهيئة أکثر من فرصة مناسبة للحصول على الاسلحة النووية.

البهرجة و الصخب الاعلامي و التزويق السياسي و إشاعة أجواء توحي بالثقة و الطمأنينة، هو دأب النظام الايراني في الوقت الحاضر وان مهندس و صاحب هکذا سيناريوهات هو روحاني بجلده و عظمه حيث يبذل کل جهده من أجل جر أقدام المجتمع الدولي الى لعبة جديدة لخداعه مجددا و النصب عليه کما فعل قبل أکثر من عشرة أعوام، ويجب الترکيز على يد روحاني اليسرى و ليست اليمنى الممدودة للمصافحة حيث أن العبرة و المعنى کله في يده اليسرى!

سر رفسنجاني الغريب جدا

روحاني-رفسنجاني

 الغزل الاميرکي مع النظام الايراني، کان حلما بالنسبة لهذا النظام ولاسيما بعد أن تفاقمت أزماته و مشاکله و بات يشعر بالوهن و التراخي في مواجهة الامور و التصدي لها، ولئن کان النظام الايراني في أيام عافيته يعني تماما کل مايقوله ضد واشنطن، فإنه اليوم مضطر أيما إضطرار لکي يضع نفسه في هکذا موقف”لاحس”لمواقفه المبدأية و الايديولوجية السابقة، لکنه و تبعا لتلاعبه بالنصوص الفقهية و إباحة کل الذي يجوز و مالايجوز من أجل بقاءه، يجب الاعتراف بمهارته الکاملة في إستغلال الدين(وليس إستخدامه فقط) من أجل أهداف سياسية محضة لاعلاقة لها بالدين لامن قريب ولامن بعيد.

عودة الرئيس روحاني الى طهران و إستقباله و کأنه قيصر روماني حقق فتوحات و إنتصارات باهرة للشعب الايراني، يمکن إعتباره مفترقا مميزا جدا في تأريخ هذا النظام و يضعه أمام بداية مرحلة بالغة الحساسية، حيث إما يصبح أردوغانا آخرا للغرب او انه يلقي بکل کراته في السلة الغربية و إنتظار الفرمانات و الاوامر الصادرة إليه من هناك في مواجهة أية تطورات او تغييرات، تماما کما حدث مع نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

رد جناح المحافظين(المحدود)و(المقنن)، ضد زيارة روحاني و ماتداعى عنها، يثبت و بصورة تامة أنه قد ذهب الى نيويورك بناء على توجيهات خاصة من خامنئي نفسه، وان عملية ذهابه لم تکن مجرد زيارة عقائدية کما کان يفعل سلفه نجاد، وانما کانت زيارة إستعراضية حيث عرض روحاني”من حيث المبدأ”، مالذي يمکن أن يجدوه في جعبته مستقبلا شريطة إبعاد سيف ديموقليس أي العقوبات الاقتصادية القاسية عن رأس النظام و بالتالي عودة شئ من الامن و الاطمئنان و الثقة الى جبهته الداخلية المهتزة حاليا أقوى إهتزاز.

نجاح رئيس الجمهورية في الامم المتحدة نصر الهي! هذا ماقاله هاشمي رفسنجاني بخصوص زيارة روحاني لنيويورك، وهو کلام لم يطلقه العمود الرئيسي الثاني للنظام الايراني إعتباطا، وانما لغاية تصول و تجول في أعماقه و يجد أن فرصتها قد باتت مواتية في هذه المرحلة الحرجة و الحساسة من تأريخ نظامه و المنطقة برمتها، والملفت للنظر ان رفسنجاني يحاول العبث و اللعب بالحقائق و ليس الکلمات فقط عندما يقول في إشادة مقصودة من أجل هدف يضمره في نفسه:(نرى أن السيد اوباما عندما يطلب من رئيس جمهوريتنا اللقاء، لکن رئيس جمهوريتنا يقول بأن وقت ذلك لم يحن بعد و دع حتى يتم تنفيد الامور المطلوبة لهذا اللقاء.)، لکن و الحق الذي يجب أن يقال و يعلمه رفسنجاني قبل غيره جيدا بأن اوباما لم يطلب لقاءا من روحاني بل أن الاخير کان متلهفا و متهافتا عليها، لکن لعب و عبث رفسنجاني بالحقيقة هنا يمکن ربطه لما جاء من کلام آخر”غريب من نوعه” في سياق خطابه هذا، إذ أن رفسنجاني الذي تحدث بإسهاب عن فترة الحرب العراقية الايرانية و سلط الاضواء على دوره المحوري فيها و کذلك علاقته الخاصة بخميني نفسه، أزاح الستارة مرة أخرى عن دوره في عملية إقناع خميني بوقف إطلاق النار و التي کان الاخير يرفضها جملة و تفصيلا وهو القائل:(لامعنى للسلام بين الاسلام و الکفر)، لکن و بعد أن وافق أخيرا و إعتبر موافقته بمثابة إجتراع کأس من السم، فإن رفسنجاني يذيع سرا غريبا من أمره عندما يذکر بأن خميني و بعد فترة قال لي:( رغم أن کأس السم في تلك الفترة کان مرا، لکنه اليوم کالشهد لأننا أنجزنا عملنا على أفضل مايکون.)، خميني يناقض نفسه!

هذا هو تماما معنى هذا الکلام و خلاصة تفسيره، لکن رفسنجاني الذي لايتکلم إعتباطا و ليس من النوع الذي يلقي الکلام على عواهنه فإنه و عندما يکشف النقاب فجأة عن هکذا سر”غريب”، فإن الامر مرتبط کما نرى بزيارة روحاني لنيويورك المهمة الحاسمة التي ذهب من أجلها، إذ ان من الواضح أن مربط الفرس في مسك ختام أي مفاوضات أمريکية إيرانية حاسمة ستکون عند الخيمة النووية للنظام والتي يعلم رفسنجاني و النظام کله أن اوباما او أي رئيس آخر يريدها کلها أي الجمل بما حمل، ومن هنا فإن خطاب رفسنجاني من إذاعة هذا السر هو خامنئي نفسه، إذ انه يدعوه لتجرع کأس سم ثاني يصبح فيما بعد شهدا، لکن قطعا فإنه من الواضح أن خامنئي غير خميني، وان إقدام خامنئي على مثل هذه الخطوة ستکون کما لو أن يقوم أحدهم بالمقامرة في لحظة يأس بکل مايملك على حصان آماله بالفوز معدومة او قليلة جدا في أفضل الاحوال.

في خضم التناحرات بين العصابات والأجهزة الحكومية

ايران-حقوق-انسان

تقارير مروعة عن ممارسة التعذيب على نطاق واسع

اغتصاب النساء والفتيات السجينات.. والفوضى القضائيه في 19 سجنًا بطهران

المقاومة الإيرانية تطالب برقابة دولية على واقع حقوق الإنسان في ايران
وايقاف حوار حقوق الإنسان من قبل الإتحاد الأوروبي على الفور

في خضم التناحرات والمنازعات الداخلية للعصابات ومختلف الأجهزة الحكومية التابعة لنظام الملالي قدم الملا المجرم عباس علي زاده رئيس عدلية النظام في محافظة طهران تقريرا إلى رئيس السلطة القضائية كشف فيه جانبًا من جرائم نظام الملالي في 19 سجنًا ومعتقلاً  في محافظة طهران مشيرًا إلى حملات الاعتقالات العشوائية وحالات الاعتقال الطويل دون قرار من محكمة وممارسة التعذيب على نطاق واسع واغتصاب النساء والفتيات السجينات والفوضى القضائية.

ويشير التقرير الى عدة حالات منها الاوضاع المتدهوره في معتقلات قوات الحرس ووزارة المخابرات وقوى الامن والجيش والسلطة القضائية وبقية اجهزة القمع التابعة للنظام. ومن المعتقلات التي تم ذكرها وتم التأكيد على ممارسة التعذيب فيها «معتقل المباحث بطهران ومعتقل منظمة أمن المعلومات في الجيش ومعتقل الاماكن ومعتقل أمن المعلومات في وزارة الدفاع المرقم بـ 64 ومعتقل أمن المعلومات في قوى الامن ومعتقل استخبارات الحرس ومعتقل مركز الشرطة رقم 160 ومعتقل المباحث بمدينة ورامين, و معتقل مباحث شهريار, ومعتقل لجنة مكافحة المخدرات في شهريار, ولجنة مكافحة المخدرات في شهر ري, ومعتقل المباحث في شهر ري, وجناح 209 في سجن ايفين التابع لوزارة المخابرات, وسجن رجائي شهر و سجن قزل حصار بمدينة كرج الوحدة الثالثة. و سجن خورين بورامين والمحكمة الثورية في طهران و العدلية الثورية المنطقة السابعة».

وافاد التقرير نفسه ان ما لا يقل من  1400 سجين يقبعون في سجن «گوهردشت (رجائي شهر) في مدينة كرج» دون حسم ملفاتهم.

وهناك نزيل في السجن منذ شهر كانون الثاني عام 1988 قضى كل هذه الفترة حتى الآن في الحبس دون أن يحمل ملف اعتقاله اية سابقة له لارتكاب جريمة أو ادانة قانونية. ومن بين السجينات, فتاة في الصف الثاني من الثانوية و عجوز طاعنة في السن. وفي سجن گوهردشت بمدينة «كرج» أمراة تبلغ عمرها 73 عامًا تم حبسها بسبب عدم استطاعتها تسديد ديونها. وفي إجراء يعود إلى الأذهان العقوبات العائلية والقبلية قبل عصر سن القوانين, تم اعتقال سيدة بدلاً من زوجها الهارب والمتهم بجرائم تتعلق المخدرات. ويعيش في سجن ورامين فتي بالغ من العمر 13 عامًا بتهمة سرقة دجاجة.

واشار التقرير إلى حالات عديدة من انتزاع الاعترافات من الضحايا باستخدام الضرب والشتم والتعذيب, واجراء التحقيق مع المتهمين بعيون معصوبة , حتى مع السجينات. في حالات عديدة, تعرضت النساء والفتيات السجينات للاغتصاب من قبل السجانين. وفي سجن «گوهر دشت» الواقعة  في مدينة «كرج» اقدمت سجينات على الانتحار بسبب الضغوط القاسية وسوء معاملة السجانين .

وبقى 28 سجينًا تم اعتقالهم في الارتباط مع شبكة فضائية في معتقل وزارة المخابرات, دون حسم ملفاتهم ومعظهم من الأميين.
ويشير التقرير إلى حالات عديدة من حرمان المتهمين من محامين لهم وفرض تمييز صارخ في السجون بين النزلاء. وفي معظم المعتقلات يقضون السجناء في أماكن تقل مساحتها عن متر مربع واحد لفترة الشهور.

ان الاعترافات المروعة لرئيس عدلية طهران التي تدل على سجل أسود لممارسة التعذيب والقتل والفساد وتعد أحد المدلولات البارزة للمجرمين ضد الإنسانية, تكشف جانبًا ضيقًا جدًا من جرائم النظام الحاكم في إيران العائد إلى العصور الوسطى وانه تقرير يتناول بعض النماذج المختارة التي خضعت للرقابة لأغراض سياسية محددة حيث لم يشر التقرير إلى واقع السجون والسجناء السياسيين لا من قريب ولا بعيد.

وأكد الدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ان تصريحات أحد أعلى مستويات السلطة  القضائية في نظام الملالي طيلة 26 عامًا مضت , لا تترك مجالاً لإي تبرير لمواصلة سياسة  المسايرة مع نظام الملالي:
اولاً- مطالبة الاتحاد الأوروبي بالايقاف الفوري لحوار حقوق الإنسان  مع نظام الملالي وهو حوار لم يأت بثمار سوى مزيد من التردي لواقع حقوق الإنسان  في إيران.

ثانياِ – لفت انتباه لجنة الحقوق الإنسان و المفوضة السامية لحقوق الإنسان للأمم المتحدة, والجمعية العامة  للأمم المتحدة والمنظمات  الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى الواقع المتدهور في سجون نظام الملالي والمطالبة بتكليف مقرر خاص من قبل لجنة حقوق الإنسان واستئناف الرقابة على واقع حقوق الإنسان  في إيران.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة  الإيرانية
24 تموز (يوليو) 2005